أعزاؤنا زوار الموقع... أهلا وسهلاً بكم في الحديقة النباتية الملكية.
تمثل الحديقة النباتية الملكية قصة نجاح مكتملة الأركان في مجال صون النبات الوطني تم بموجبها وضع الأردن على خارطة النبات العالمية وأصبحت رقماً صعباً في معادلة حفظ النبات واستدامته على المستويين الأقليمي والدولي.
إنَّ هذه المكانة المرموقة التي وصل إليها الأردن بفعل الخيرين من ابناء الوطن وفي مقدمتهم الأميرة بسمة بنت علي صاحبة المبادرة بإنشاء الحديقة النباتية قد أستندت إلى الموروث الديموغرافي الطبيعي لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط التي حباها الله بمناخ متوازن أهَلَها لتكون "مهداً" للآباء البرية للنباتات وتحديداً سلة الحبوب الموَفِرة للأمن الغذائي لسكان الارض، التي من أبرزها القمح والشعير والعدس، وشجرة الزيتون.
وبالنظر لحجم المنجز الذي تحقق نجد ان الحديقة ومنذ إنشائها قد وضعت على عاتقها العمل على توثيق النباتات المحلية وأماكن تواجدها بواقع 2531 نوعاً نباتياً،كما جرى وضع تصنيف للنباتات التي تتصف بالندرة والمهددة والشائعة وتم إعتمادها لدى المراجع الدولية.
هذا إلى جانب إنشاء بنك للبذور للإستفادة منها والعمل على إكثارها وخاصة تلك المهددة بالإنقراض، والعمل على استرجاع وتأهيل الموائل التي دُمرت بفعل ظروف مختلفة. ويجري العمل حالياً على تهيئة البنية التحتية لإنشاء 20 حديقة نموذجية لإستزراع النباتات بمختلف أنواعها تمهيداً للإستثمار في هذا القطاع الواعد، وتحديداً النباتات ذات الجدوى الإقتصادية العطرية والطبية من مثل (الزعتر والشيح والقيصوم).
وفي مجال الإستثمار بالأنسان فقد نفذت الحديقة النباتية مشاريع وبرامج لتأهيل الأفراد لتمكينهم من التعامل بحرفية ومهنية مع النبات. وبخطٍ موازٍ وفي إطار التفاعل مع كافة شرائح المجتمع، فقد وضعت الحديقة خطة متكاملة لأقامة أفضل الشراكات مع المؤسسات والهيئات والأفراد للإطلاع والأستفادة من الموائل النباتية على امتداد مساحة الوطن والتعاون للحفاظ عليها.
ولإنجاح هذا المسعى بادرت الحديقة لوضع خطة للإعلام والإتصال لتسليط الضوء على حجم الإنجاز الذي تحقق والإطلاع على المبادرات والمشاريع التي تنفذها الحديقة لضمان التفاعل الإيجابي وتعميم الفائدة، وهُنا ينبغي الإشارة إلى التعاون البَنَّاء والعمل المشترك مع وزارتي الزراعة والبيئة لخدمة النبات الوطني واستدامته.
أما على الصعيد الدولي، فقد حرصت إدارة الحديقة على الإنفتاح على المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية المعنية العاملة في مجال البيئة والنبات الطبيعي والمتمثلة بالإتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) والمنظمة الدولية للحدائق النباتية (BGCI) .
وقد تبوأت الحديقة النباتية الملكية مكانة مرموقة على الصعيد الدولي وأصبحت مرجعاً أساسيا وبيت خبرة لدى الهيئات الدولية لدورها في تقديم الخبرة والمشورة لدول الاقليم في مجال النبات الطبيعي.
نرحب بكم وندعوكم لزيارة موقع الحديقة النباتية الملكية في تل الرُمان... فأهلاً بكم.
محمد شهبز